مهنة المحاماة ركيزة من ركائز تحقيق العدل في المجتمع
منذ بداية نزول الإنسان على سطح الأرض واحتكاكه بكل ما حوله وهو يواجه مشاكل عديدة ومن ثم يكون شغله الشاغل هو القيام بحلها، ودائماً ما نجد أصعب المشاكل التي يواجهها بل ويصعب عليه حلها هي التي تنشأ من خلاف مع الأخرين، بغض النظر عن هوية المخطئ أو من لديه الحق.
انطلاقاً من هذا المبدأ ظهرت مهنة المحاماة، وهي المهنة التي يقوم بها من لديه القدرة على البحث عن الأدلة التي تثبت الحق لصاحب الحق.
المحامي …. من هو؟ وماهي مؤهلاته؟
الجميع يعرف أن دراسة المحامي تقوم بشكل أساسي على دراسة القوانين بمختلف مجالاتها، فهناك القوانين المدنية و الجنائية وأخرى للأحوال الشخصية وتلك التي تهتم بالممارسات القانونية والعقود، وغيرها من مجالات القوانين التي تقوم بوضعها السلطات التشريعية في الدولة.
ولكن لا يكفي أن يكون المحامي دارساً ومُلماً فقط بكل هذه القوانين، بل يجب أن تتوافر فيه عدة مؤهلات وصفات شخصية تجعل منه محامي ذو كفاءة عالية، من أبرز هذه الصفات أن تكون لغته التي يتحدث بها قوية وجيدة، كما أنه يجب أن يكون لديه القدرة على الإقناع وجمع الدلائل والبراهين التي تساعده على إقناع السلطات القضائية، وبالطبع يجب أن يكون لديه حسن تصرف وحنكة تساعده على الوصول لكل الأدلة اللازمة له بسهولة تساعده في الدفاع عن حق موكله، ومن أهم الصفات التي تساعد المحامي كثيراً في عمله أن يكون شخص اجتماعي ولديه علاقات متعددة حوله تساعده في الوصول بسهولة لما يريد.
كما يجب أن يتحلى المحامي بآداب المهنة التي تحتم عليه احترام الخصم وخاصة زميله المحامي الذي يتولى الدفاع عن خصم موكله، كما يحب عليه اتباع كل الأساليب المشروعة في البحث عن الأوراق والأدلة التي تضمن رجوع الحق للمظلوم، حيث أن أحد أدورا المحامي الأساسية في المجتمع هو مساعدة السلطات لتحقيق العدل والمساواة و رجوع الحقوق لأصحابها والحرص على نشر القيم والمبادئ بين أفراد المجتمع.
ويجب أن يهتم المحامي بلباقة لسانه التي تسهل عليه الكثير والكثير من الخطوات التي تساعده في الوصول لأوراق ودلائل من شأنها المساعدة في القضية التي وُكل إليه الدفاع عنها.
أهمية مهنة المحاماة للفرد والمجتمع
يعتبر المحامي فرد مهم جداً من أفراد المجتمع، ومهنة المحاماة بوجه عام من المهن الضروري تواجدها في أي مجتمع، لا تمثل المهنة أهمية كبيرة للأفراد فقط بل أيضاً للشركات والمؤسسات الكبيرة كانت ام صغيرة.
وتكمن أهمية المحامي في دوره الكبير في الدفاع عن حق المظلوم، واسترجاع حقه، والمحافظة على تنفيذ القوانين التي شرعتها الدولة، كما أن من أولويات المحامي أن يدافع عن حقوق الإنسان في العيش في حياة كريمة آمنة.
حقوق و واجبات مهنة المحاماة في المجتمع البحريني
بالنظر والتمعن لقانون المحاماة البحريني فإن للمحامي حقوق كثيرة في المجتمع البحريني يجب أن يحصل عليها، كما أن عليه واجبات يجب أن يؤديها للمجتمع.
فمثلاً طبقاً للمادة رقم 23 من قانون المحاماة البحريني فإن المحامي يجب أن يتمتع بالكثير من التسهيلات التي تقدمها له السلطات والجهات التي لها علاقة بمهنة المحاماة حتى يتسنى له ممارسة مهنته بشكل سهل والوصول لكل الأدلة التي تساعده في الدفاع عن حق موكله أو الجهة التي فوضته للدفاع عن حقها والمطالبة به و هذا نص المادة المشار اليها ( يتعين على المحاكم والسلطات وغيرها من الجهات الأخرى التي يمارس المحامي مهنته أمامها أن تقدم له التسهيلات التي يقتضيها القيام بواجبه وعليها إن تسمح له بالحضور في التحقيق والاطلاع على أوراق الدعوى ما لم يؤثر ذلك على سير التحقيق ويتعين إثبات ذلك في أوراق الدعوى كتابة ).
أما المادة 25 من قانون المحاماة البحريني فتلزم المحامي بأن ينشئ مكتب خاص به لممارسة مهنته من خلاله، وعليه أن يُبلغ الجهات المختصة وهي وزارة العدل والشئون الإسلامية بمكان وعنوان هذا المكتب حتى يُصرَح له.
المادة 28 من القانون نفسه فقد نصت على التالي: لا يجوز للمحامي التنازل عن التوكيل في وقت غير مناسب، ويتعين عليه إخطار موكله بكتاب مسجل بتنازله وأن يستمر في موقف الدفاع شهرا على الأكثر متى اقتضت ذلك مصلحة الموكل ويتعين على المحكمة تأجيل الدعوى للمدة الكافية لتوكيل محام آخر.
كل هذه المواد وغيرها تبرز مدى اهتمام المجتمع البحريني بمهنة المحاماة، وتحقق هذا الاهتمام من خلال تخصيص جهات معنية بتحقيق هذه القوانين، حتى يضمن المحامي حقه ومن ثم يقوم بمزاولة مهنته على أكمل وجه.
جمعية المحامين البحرينية
هي جمعية شغلها الشاغل مهنة المحاماة في البحرين وكل ما يتعلق بها، وتقوم الجمعية على أساس مجلس إدارة من المحامين في البحرين الذين تم اختيارهم من قِبل زملائهم في نفس الجمعية، كما أن دورها يقوم أيضاً على أساس الدفاع عن حقوق المحامين في المملكة وضمان مزاولتهم لمهنتهم بسهولة دون معوقات من شأنها أن تضر بالمحامي كشخص أو كأحد العاملين بالمهنة.
ولكن لا يقتصر دورها فقط على ذلك بل إنها أيضاً تقوم بتقديم الاستشارات القانونية لمن يحتاجها سواء كان محامي يزاول المهنة، أو كان أحد الأشخاص خارج المهنة ولكنه يريد ان يسأل عن قضية ما أو شأن من شئون القانون.
كما أن الجمعية تقدم مجموعة من الخدمات لأعضائها من ضمنها دورات تدريبية تقدمها للعضو من شأنها الارتقاء بمستوى أداء المحامي من حيث عمله أو مرافعته أو حتى الطرق التي يستطيع بها الحصول على الأوراق التي تهم قضيته.
كما أن الجمعية قد دشنت لها موقعاً رسمياً على شبكة الانترنت مواكبةً للتقدم التكنولوجي الحالي وتسهيلاً على الأعضاء بالاتصال بالجمعية دون الحاجة للذهاب لمقر الجمعية إلا إذا تطلب الأمر ذلك. وتعتبر هذه الجمعية وجه من أوجه اهتمام المجتمع البحريني بمهنة المحاماة، وصورة من صور ضمان حقوق المحامي واطمئنانه على أن هناك جهة مختصة بالحفاظ على حقوقه وتفعيل كل القوانين التي تنص على حقوق المحامي سواء من حيث الحقوق القانونية أو الحقوق المادية.
مهنة المحاماة مهنة سامية يمارسها العظماء من أفراد المجتمع، وكل من لديه القدرة على البحث والتمحيص في خبايا القانون واستغلال كل الموارد الممكنة لتبرئة موكله أو استرجاع حقوقه، مما ينشر مبادئ العدل بين الأفراد والمجتمع ككل.