blog6

عقوبات توجيه الإساءة على وسائل التواصل الاجتماعي بمملكة البحرين

عقوبات توجيه الإساءة على وسائل التواصل الاجتماعي بمملكة البحرين

تعد الإساءة والمضايقات عبر الإنترنت من أكثر الأعمال الغير قانونية والغير أخلاقية التي ظهرت مؤخرا. ويبدو أن تجنبها مستحيلا، حيث أتاح التطور التكنولوجي للعديد من السلوكيات الانتقال من العالم الواقعي إلى الانترنت. تقريبا كل ما كنا نفعله بالعالم بدون انترنت يمكننا الآن القيام به على الإنترنت. لا يجب الآن إجراء المحادثات وجها لوجه حيث أصبح لدينا تطبيقات المحادثات. لقد أصبح شراء الأغراض من على الإنترنت أسهل من البحث عما نحتاجه بمتاجر البيع بالتجزئة. لم يعد هناك حاجة ضرورية للمكاتب لأنه يمكننا أن نؤدي عملنا من أي مكان بالعالم. حتى اجتماعات مجالس الإدارة يتم الآن عقدها على الإنترنت. ليس هناك أي شك من أسهام التكنولوجيا في جعل التواصل أسهل، وبالتالي أصبح القيام بالعديد من المهام أكثر سهولة.

إلا أن السلوكيات الجيدة لم تكن هي الوحيدة التي انتقلت عبر الإنترنت، فلقد انتقلت أيضا المضايقات والإساءات. فعلى مر الزمان يحاول دائما العديد من الأشخاص إزعاج وتوجية الإساءة لغيرهم من الأشخاص فليس هناك عجب من أنهم بمجرد إمتلاكهم الأدوات اللازمة على الإنترنت والتي يمكن استخدامها لتوجية الإساءة فلن يترددوا أبداً من الاستفادة منها. فالأشخاص الذين يريدون مضايقة شخص سيفعلون ذلك، سواء عبر الإنترنت أو بدون الاتصال بالإنترنت. فليست التكنولوجيا الحديثة هي سبب قيامهم بذلك، لكنها تعمل بمثابة أداة للقيام بذلك.

عندما يتعلق الأمر بالإساءة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي بمملكة البحرين، ولفهم طريقة تعامل القوانين مع هذه المشكلات، يجب عليك فهم السياق الاجتماعي الأوسع أولا. يقدر المجتمع البحريني السمعة الشخصية والعائلية للغاية. إنها رأس مال كل رجل وامرأة وعائلة، وبالتالي نشر معلومات زائفة أو معلومات خاصة على الإنترنت قد يصل بك إلى السجن. وعلى عكس العديد من الدول، خاصة دول العالم الغربي والتي لم يعد التشهير والإهانة فيها بمثابة جريمة، فلا تزال مملكة البحرين تعتبر مثل هذه التصرفات جريمة وتعاقب عليها بشدة.

ما هي الإساءة على وسائل التواصل الاجتماعي

يمكن للإساءة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي أن تأخذ عدة أشكال. يمكنها أن تكون أي شيء مسئ بطبيعته يحدث على الإنترنت. من منظور نفسي وأخلاقي، هو سلوك يهدف لإزعاج وإغضاب الشخص المستهدف. أما وجهة النظر القانونية، فتقول أن الإساءة على الإنترنت هي التي تهدف إلى إزعاج وتهديد الضحية.

أكثر أنواع الإساءة على وسائل التواصل الاجتماعي شيوعا ما يلي:

–         التشهير على وسائل التواصل الاجتماعي. وهو نشر معلومات زائفة عن شخص ما على الإنترنت. وبعيدا عن كونها زائفة، يمكن للمعلومات أن تكون مزعجة وتسبب غضب للشخص المستهدف. تشمل أمثلة التشهير نشر معلومات زائفة عن ارتكاب شخص لجريمة أو أي فعل خاطئ آخر، بهدف جعل هذا الشخص يشعر بالسوء من خلال تدمير سمعته سواء أمام العائلة أوالأصدقاء اوالمجتمع.

–         نشر تفاصيل خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي. وعلى عكس المحتوى التشهيري، فإن نشر تفاصيل خاصة عن حياة شخص ما تشمل نشر معلومات صحيحة بطبيعتها، ولكن دون موافقة ذلك الشخص. يمكن أن تكون هذه المعلومات عن الشئون العائلية أو العلاقات مع الأصدقاء أو مرض يرغب بالاحتفاظ به بعيداُ عن العامة أو أي ظروف أخرى ذات طبيعة شخصية ويرغب هذا الشخص بالاحتفاظ بها بعيدا عن عيون وآذان العامة.

–         نشر صور للأشخاص دون موافقتهم. هذه الإساءة تأتي بعدة أشكال. يمكن أن يكون ذلك بنشر صور ذات محتوى مخجل للشخص أو وضع علامة له بصورة ذات محتوى مخجل، أو تعديل أو أي طريقة أخرى للتلاعب بمحتوى الصورة بنية إهانة الشخص وما إلى ذلك. توفر أدوات تكنولوجيا المعلومات الحديثة نطاقا واسعا من الاحتمالات عندما يتعلق الأمر بالتلاعب بالمحتوى التصويري مثل الصور وإساءة استخدامها.

إلا أنه لا يلزم لنشر الصور المسيئة بشكل عام أن يكون غير قانوني. يحدث هذا أحيانا بالمجموعات المغلقة على الفيس بوك ومحادثات الماسنجر والواتس آب، أو غيرها من المساحات المغلقة على الإنترنت. في حالة مشاهدة شخصين للصورة، يعتبر ذلك حالة من الإساءة على وسائل التواصل الاجتماعي.

–         خطاب الكراهية. يتضمن خطاب الكراهية الكلام الذي يهدف للترويج لكراهية مجموعة معينة بناء على العمر أو الجنس أو العرق أو الدين أو الجنسية أو الآراء السياسية أو أي معايير أخرى مماثلة. أولئك الذين يقومون بمثل خطابات الكراهية هذه يقومون بذلك بنية جعل الأشخاص الآخرين يكرهون هذه المجموعة التي يعارضونها.

–         التنمر الإلكتروني. جميع السلوكيات أعلاه إلى جانب أي سلوك آخر يهدف لإزعاج أو تهديد أو خزي شخص على وسائل التواصل الاجتماعي يسمى تنمر إلكتروني. إنه يشمل نطاقا واسعا من السلوكيات التي تتوافق مع المعايير المذكورة بالسابق.

كيف يمكن تقنينه؟

لقد تم تقنين الإساءة والانتهاك منذ زمن بعيد وبالرغم من انتشار الإساءة على مواقع التواصل الاجتماعي لكن طبيعة الاعتداء بالسب أو الاهانة سهلت الطريق لإصدار تشريع في ظل القوانين المحلية والدولية, فالإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948يكفل العديد من الحقوق ومن بينها الكرامة الإنسانية والخصوصية, وكذلك أكد الميثاق العربي لحقوق الإنسان على هذه الحقوق, كما اعتبر قانون العقوبات البحريني السلوكيات التي تنتهك هذه الحقوق جرائم. ضم قانون العقوبات البحريني لعام 1976 أحكام عدة تمنع السلوكيات سالفة الذكر التي تتم عبر الإنترنت, فهي تُحرَم الإساءة بشكل عام سواء أكانت هذه الإساءة تتم عبر شبكة الإنترنت أو خارجه وتُتخذ الإجراءات القانونية ضد المجرم. وبالطبع لا تُجرَم الإساءة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بنفس الطريقة لذا نحتاج للبحث في قانون العقوبات عن موضوعات بعينها لمعرفة ما هو محظور من أشكال الإساءة على مواقع التواصل الاجتماعي وبأي شكل.

تُلاحظ أثناء قراءة  قانون العقوبات البحريني لعام1976 أن شهرة بعض الأشخاص والعائلات وكذلك المنظمات قد خلقت ستاراً يحميهم من العقوبة ويجعل السلطات تدافع باستماتة عنهم مع عقوبات أشد مقارنة بأقرانهم في الدول الأخرى., نورد هنا بعض الأشياء التي عليك أن تتجنبها حتى لا تُتهم أو تًعاقب ولتضع نُصب عينيك أكثر أشكال الإساءة في مواقع التواصل الاجتماعي:

–         يُحظر نشرك لأي معلومات كاذبة عن شخص آخر على مواقع التواصل الاجتماعي أو أي وسيلة نشر أخرى بإمكانها أن تمس شرفه إذا لم توجه له أي تهمة كما يُحظر نشرك لأي معلومات كاذبة لأي موظف مدني بغرض الحصول على شيء بشكل غير قانوني, وستكون عقوبة ذلك السجن لأكثر من عامين وغرامة لا تقل عن 100 دينار بحريني.

–         يُحظر أن تتهم شخص زوراً بارتكاب جريمة أو أي إثم يعَرضه للامتهان على مواقع التواصل الاجتماعي أو على أي وسيلة أخرى من وسائل التواصل ستكون عقوبة ذلك السجن لأكثر من عامين وغرامة تزيد عن المائة دينار بحريني.

–         يُحظر أن تُهين كلاً من أمير البلاد, علم البلاد أو الشعار وإلا ستلقي عقوبة بالسجن.

–         يُحظر أن تُهين كلاً من المجلس الوطني للبلاد, الجيش, المحاكم, السُلطات أو أي مؤسسات تشريعية عبر شبكة الإنترنت أو خارجها وستكون عقوبة ذلك السجن لأكثر من عامين وغرامة تزيد عن المائة دينار بحريني.

–           يُحظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أوأي وسيلة تواصل أُخرى لاهانة أي دولة أجنبية أو أي منظمات على أرض البحرين أو رئيسها أو ممثلها وستكون عقوبة ذلك السجن لأكثر من عامين وغرامة تزيد عن المائة دينار بحريني.

–         – يجب ألا تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للإساءة إلى أي من المجموعات الدينية المعترف بها أو السخرية من طقوسهم. يجب ألا تحرف نصوصهم بطريقة تغيّر معناها بغرض الاستهزاء بتعاليمهم ومبادئهم. فقد  تصل العقوبات إلى السجن لمدة عام واحد أو إلى دفع مائة دينار بحريني كغرامة.

–         – يجب ألا تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي أية معلومات عن الحياة الخاصة والعائلية لشخص آخر.  يتضمن هذا الحظر نشر صور للأشخاص الذين لا يريدون أن يتم نشرهم على وسائل التواصل الاجتماعي ،والأشارة إلي الأشخاص في صور لا يريدون أن يتم الأشارة إليهم فيها، ونشر الشؤون الخاصة والعائلية في تحديثات الحالة والتعليقات ، ونشر الكراهية حول شخص ما ، وأي سلوكيات مماثلة. ففي حال قيامك بأي من هذا ، فإنك تخاطر بقضاء ما يصل إلى ستة أشهر في السجن ودفع غرامة تصل إلى خمسون دينار بحريني.

–         – يجب ألا تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي محتوى ينافي الأخلاق العامة. ففي حال أعتدائك علي خصوصية شخص آخر بمثل هذا المحتوى ، فستنتهك هذه القاعدة أيضًا.و ستواجه عقوبة بالسجن تصل إلى عامين وغرامات تصل إلى مئتي دينار بحريني.

–          يجب ألا تزعج أي شخص على وسائل التواصل الاجتماعي. فسواء كنت تفعل ذلك عبر الإنترنت أو خارجه ، فإن تهديد شخص آخر على وسائل التواصل الاجتماعي في البحرين يعني عقوبة السجن لمدة تصل إلى عام واحد ودفع غرامة تصل إلى مائة دينار بحريني.

–         وعلى الرغم من أن هذه هي أكثر سلوكيات وسائل التواصل الاجتماعي شيوعًا والتي يمكن أن تتسبب في سجنك أو أن يتم تغريمك في البحرين ، ضع في اعتبارك أن هذه ليست بأي شكل من الأشكال قائمة شاملة لجميع الأخطاء التي قد تُوقعك في مشكلة هناك. وتأكد دائماً من كونك لطيف و تحترم الآخرين لتجنب ارتكاب جريمة.

ماذا يحدث إذا انتهكت القوانين؟

–         سيؤدي أنتهاك هذه القوانين حتماً إلى ملاحقتك قضائياً. وبالنسبة لبعض الجرائم ، من الضروري أن يقوم  الشخص الذي تم الإساءة إليه بتوجية اتهامات ضدك ، وللآخرين أيضاً، مثل إهانة الأمير ونشر محتوى منافي للأخلاق العامة ،وتأكد من أن مكتب النيابة العامة سيشرع في القيام بعملية ضدك بمجرد أن تضغط على زر النشر. استدع محام في مثل هذا الموقف. وبما أن العقوبات خطيرة ، فقد يحدث وجود محام بجانبك فارقًاً بين أن ينتهي بك المطاف في السجن أو أن تحافظ على حريتك.

ماذا يحدث إذا كنت الضحية؟

–         إذا قام أحدهم بالإساءة إليك على وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق نشر معلومات كاذبة عنك أو إهانتك بأية طريقة أو نشر صورك التي تريد أن تبقيها بعيداً عن الإنترنت ، فسيتعين عليك الاتصال بسلطات إنفاذ القانون بشأن مشكلتك. حيث يجب عليك إخبارهم بأنك تشعر بالإهانة أو التهديد من خلال أفعال شخص آخر وتريد اتخاذ إجراء قانوني ضد هذة الأفعال. ووفقًا لقانون الإجراءات الجنائية البحريني ، يتعين عليك أو على محاميك تقديم شكوى كتابية أو شفهية إلى المدعي العام أو ضابط الشرطة.

–         أيضاً ، في مثل هذه المواقف ، من الحكمة الاتصال بمحام. كما يمكنك القيام بذلك بنفسك ، ولكن سيكون من الأسهل اتخاذ جميع الخطوات الصحيحة من خلال وجود المشورة القانونية المهنية إلى جانبك.

توصيات رئيسية

–         من المهم أن نفهم أن السمعة والشرف من الأشياء الهامة جداً لجميع الأشخاص في مملكة البحرين ، وبالتالي فإن الإضرار بهم يُعاقب عليها بصرامة. لذا تأكد من أنك تعامل الأشخاص باحترام أثناء استخدامك لوسائل التواصل الاجتماعي. لا تسيء إليهم بأي وسيلة وإلا فإنك تخاطر بأن ينتهي بك المطاف في السجن. تجنب نشر معلومات كاذبة عنهم ، وتجنب نشر الحقائق  التي تتعلق بأمور شخصية وعائلية، وسوف تكون على ما يرام.

Share this post